الثلاثاء، 10 يوليو 2012

سيرة الرسول الحبيب (صل الله عليه وسلم) المدونه الأولى


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا .
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداًعبده ورسوله (صل الله عليه وسلم).
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } (آل عمران102)
{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً
كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } (النساء1.)
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً {70} يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً } (الأحزاب71،70)
أما بعد:فإن أمر هذه الأمه لا يصلح إلا بما صلح عليه أمر أولها .
* ومما لا شك فيه أننا جميعاً نعيش زمن الغربه الثانى الذى أخبر عنه الصادق المصدوق
(صل الله عليه وسلم) عندما قال :((إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء))
* فنحن نعيش مرحله عصيبه بكل المقاييس فلقد أنتشرت الشبٌهات والشهوات وانصرف كثيرُ من
الناس عن طاعه رب الأرض والسماوات وأصبح المسلم القابض على دينه يعيش كل انواع الغربه
فكان لابد من رؤيه واضحه ليعرف الغرباء أين يقفون وكيف يتحركون وأى طريق يسلكون؟!
ولن تتضح تلك الرؤيه إلا من خلال وقفة صادقه مع سيرة الصادق الذى لاينطق عن الهوى
(صل الله عليه وسلم).
فإن سيرته (صل الله عليه وسلم) تربط على قلوب الغرباء بإذن الله وذلك عندما يتأملون كيف
ابتُلى النبى (صل الله عليه وسلم) وكيف صبر وثبت على طريق دعوته المباركه حتى دانت أرض
الجزيرة كلها لله (عز وجل). ومن ثم دانت الأرض كلها لله (جلا وعلا) .
* فسيرة النبى (صل الله عليه وسلم) مثالُ يُحتذَى ونبراسُ يُقتَدى.. وبالوقوف على سيرته
(صل الله عليه وسلم) تحيا القلوب وباقتفاء آثاره تحصل السعاده وتكون القدوة بجميل الخصال
ونبيل المآثر والفعال.
* وسيرة النبى (صل الله عليه وسلم)ليست قصة تتُلى ولا مدائح تُنسج فى يوم ميلاده كما يفعل
كثير من الناس وإنما سيرته منهج حياة متكامل نعرف من خلالها كيف نعيش الأسوة والقدوة
الحقيقية وكيف نعيش الحياة الطيبه التى لا تكون إلا فى ظل الإيمان بالله (جل وعلا) اقتفاء
أثر رسول الله (صل الله عليه وسلم) بأن نلتزم سُنته وأن ندعو بدعوته (صل الله عليه وسلم)وأن
نعرف كيف استطاع النبى (صل الله عليه وسلم) فى فترة وجيزة لا تساوى فى عمر الزمان شيئاً
أن يصنع رجالاً أطهاراً وأن يقيم بهم دوله للإسلام فى وسط هذا الركام الهائل من الجاهليه
الجهلأ.

* إن الإسلام وحده هو القادر (بإذن الله) على أن يضىء صفحه الكون المظلم وأن يبدد ظلام الجاهليه .
وحسبُك إذا أردت أن تعرف حال الناس قبل مبعث النبى (صل الله عليه وسلم) أن تقرأ تلك الكلمات لتقف على تلك الحقيقة.
* ففى الحديث الذى رواه مسلم أن النبى (صل الله عليه وسلم) قال:((..إن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب)).
ولما كان جعفر بن أبى طالب مهاجراً إلى الحبشة ودار هذا الحوار المعروف بينه وبين النجاشى قال له جعفر (رضى الله عنه) :((أيها الملك كنا قوماً أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونقطع الأرحام ونسىء الجوار، يأكل القوى منا الضعيف ، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولاً..)).

وكذلك تدبر معى قول حذيفه (رضى الله عنه) كما فى البخارى عندما قال :((كان الناس يسألون رسول الله (صل الله عليه وسلم) عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركنى فقلت: يارسول الله إنا كنا فى جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير -وذكر الحديث)).


* فالشاهد ان الكون كله كان فى جاهلية وشر .. وشاء الله (عز وجل) أن يبعث حبيبه محمداً (صل الله عليه وسلم) لينقل الكون كله من أدران الشرك والكفران إلى أنوار التوحيد والإيمان
فجاء ليملأ القلب إيماناً والعقل حكمة والنفس يقيناً والكون عدلاً والدنيا رحمة والأيام سلاماً واليالى أمناً.. واستطاع بأذن الله أن يحول هذا المجتمع الجاهلى إلى دوله تدين لله (جل وعلا)
وان يصنع رجالاً كان الواحد منهم يساوى أمه بأكملها.

ولذا قال صاحب الظلال - رحمه الله -:
(ولقد أنتصر محمد بن عبد الله (صل الله عليه وسلم) ، يوم ان صاغ من فكرة الإسلام شخوصاً، وحًول إيمانهم بالإسلام عملاً، وطبع من المصحف عشرات من النسخ ثم مئات وألوفاً ولكنه لم يطبعها بالمداد على صحائف الورق، إنما طبعها بالنور على صحائف من القلوب، وأطلقها تعامل الناس وتأخذ منهم وتعطى، وتقول بالفعل والعمل ماهو الإسلام الذى جاء به محمد بن عبدالله(صل الله عليه وسلم) من عند الله).

* فما أحوجنا والله فى هذا الزمان إلى أن نتعايش مع سيرة النبى(صل الله عليه وسلم) من أولها لآخرها لنأخذ منها العظه والعبرة ونعيش الأسوة والقدوة.. فهو الحبيب المصطفى
(صل الله عليه وسلم) الذى اصطفاه الله لنفسه وصنعه وربٌاه على عينه ليربى به الأمم والأجيال عبر العصور والأزمان.

فهو خاتم الرسل وذروة الصلاح الذى وصلَ السماء بالأرض، والدٌنيا بالآخرة.
* إنه بسيطُ فى عظمته، سهلُ فى هيبته، لا تراه إِلاً وتحبه، ولا تخالطه إِلاً وترتاح له، حجته القرآن، وقبلته الكعبة، ودينه الحنيفية، ومنهجه الوسط، ودعوته التوحيد، أَتى ليضع الآصار والأغلال، وبُعثَ لُيحطم الأوثان والأصنام، وأُرسل للعالمين رحمة، صاح فى أُذن الدٌنيا، فتهاوت على صوته أَعمدة البغى ، وانهارت بكلماته أَبنيه الظلم، عاش الفقر فتحلٌى بالصبر، وتذرٌع بالتحمل ، فبيٌن بسيرته ضآلة الدٌنيا وحقارتها، وعاش الغنى فشكر المنعم، وواسى الخلق، وعَلٌمَ البرية فصول الجود، وملاحم البذل...

ألى اللقاء فى المدونه الثانيه أنشاء الله وبدايه السيرة النبويه

ليست هناك تعليقات: